Main menu

Pages

الأطعمة التي يجب تناولها في فصل الشتاء مع الدكتور الفايد


الأطعمة التي يجب تناولها في فصل الشتاء مع الدكتور الفايد

 


 إذا نظرنا في تراثنا و ماذا كان يستعمل أجدادنا و آباءنا فعلينا ان نستفيد من هؤلاء الأذكياء بحدسهم و بذكائهم أن يواجهوا الصعاب بطرق بسيطة، أن يواجهوا هذا البرد القارس و هناك بعض المناطق في المغرب تقطع فيها الطرق في هذا الفصل بالثلوج

 

 و لا يذهب الناس حتى إلى السوق ليقتنوا أشياء و كانوا يجمعون الحطب ليستدفئوا به في الليالي فهذه الأربعينية و كانوا يذخرون كثيرا من الاشياء لكي يستهلكوها في هذا الفصل.


و لم تكن لديهم حتى ثياب دافئة و هذه المناطق كانت لديها وجبات خاصة بفصل الشتاء و هذا الشيء الذي انبهرت له، ليس هناك جامعة لحد الآن في العالم تقدر على التغذية حسب الفصول أول من تكلم عن التغذية حسب الفصول هو الدكتور محمد الفايد و أول من تكلم عن استهلاك المنتوجات في فصلها في وقتها و في موسمها.


أمازيغ المغرب منطقة سوس و الأطلس الكبير و الاطلس الصغير كانت تستهلك اللفت و الذرة و الشعير و كان لديها وجبات خاصة بهذا الفصل و معروفة و كانت هذه الوجبات هي سلاحها ضد هذا البرد القارس،

 

 كانت هناك وجبة اسمها أفدوز هي وجبة بسيطة و قوية تسخن الجسم فيها شعير فقط و لفت و شحم و ملح و بعض التوابل و تطهى جيدا و يطهى الشعبر جيد و كانت تطهى لمدة 5 إلى 6 ساعات و كانت تنفع الناس، و هذه الوجبة أفدوز معروفة عند الأمازيغ.


ثم هناك وجبة أمركاس حتى في الشاوية و دكالة معروفة بباداز معروف في المغرب بطعام الذرة و يسمى باداز، انظروا الذرة و اللفت و زيت الزيتون و السمن الحار أو الشعير . و هناك وجبة اسمها فنوزن تشبه أفدوز.


و هناك وجبة من الشعير و هي معروفة في هذه المناطق و تهيأ في هذا الفصل البارد ترويت نتومزين هي من الشعير ، حتى  الذين لا يتكلمون الأمازيغية يعرفون الروينة أي ترويت.


فهذه الوجبات الأمازيغية خاصة بهذا الفصل البارد حتى المطبخ الذي كانوا يطبخون فيه كان مطبخ خاص لبعض الوجبات ازغي بالأمازيغية أي مطبخ كانوا يهيؤون فيه هذه الوجبات لماذا؟ لأنها كانت تهيأ على الحطب و كان الطهي في قدر من الطين فهذه الأشياء كانت توضع لما تطهى توضع في قصعة.


فهذه الوجبات خاصة بفصل الشتاء انظروا لا تجدون جامعة و لا مختبر و لا أي بلد لديه وجبات خاصة بفصل الشتاء و هذه المناطق وعرة فجبال الأطلس طقس قاهر و ثلوج لكنهم كانوا يعرفون كيف يتصدون لهذه الصعاب.


اركيمين هذه كانت معروفة كان الأطفال في المساء يمرون جماعة و النساء تخرج لهم شربة فيها خليط من النشويات و حمص و فول و زيت الزيتون و منها جاءت الحريرة من اركيمين، و هذه الأشياء لديها أصل و ليست عشوائية فالإنسان كان يعمل بذكاء .


لأن هذا اللفت ( تركمت ) بالأمازيغية لأن هذا اللفت ثلاثة أنواع أبيض و أصفر و لفت مر ، و غالبا ما يستعملون اللفت المر  و ليس اللفت فقط و لكن أوراق اللفت، و كان الفصة المحلية تستعمل كذلك و يطبخونها و هي كذلك من البقول الخضراء التي تسخن الجسم لأن فيها فلافونويدات و فيها أشياء قوية.


و الأزليم ( البصل الأخضر) و يستعملون أوراق البصل مع زيت الزيتون مع شحم و هذه الأشياء و كذلك السمن الحار و كذلك سمن الماعز و التوابل.


و هذه الأشياء التي ذكرتها الآن هي فقط لكي أريكم كيف كان يعيش الإنسان من قبل و لماذا لم تكن أمراض كان يطبخ بنفسه و كان يستهلك اشياء يعرفوها و هذه الأشياء ضيعنها بالموضة و التقدم التكنولوجي و الاستعمار

 

 و لكن الحمد لله هذه المناطق سوس و الأطلس و الريف و هذه المناطق الأمازيغية أناس بسطاء و هم اناس ينظمون أنفسهم و ليست لديهم اشياء كثيرة و يدرون كيف يتعاملون مع الحياة و لا يطلبون شيء و هم سعداء في حياتهم.


و تجد أن الطفل رغم أن ثيابه رثة لكنه يبتسم و يضحك و هذه المناطق معروفة أن إنسانها طيب و إذا معه نفس قطعة خبز فهو يقتسمها معك و لا يكون بخيل، تدخل لمنزله و تأكل معه أي شيء فيجب ان نستفيد من هذه الأشياء و أن نتعلم من هذه الأشياء.


كيف استطاع هؤلاء العباقرة أن يعيشوا هكذا بدون أمراض و أن يتحدوا هذه الصعاب و بحدسهم و بذكائهم فقط و لم يذهبوا إلى المدرسة و هي أشياء تعلموها في مدرسة الطبيعة، كيف يعقل ان الناس الآن لا يدرون ماذا يأكلون في الفصول لا في فصل الصيف و لا في فصل الربيع

 

 و لا يعرفون ماذا يشترون من الأسواق ما عدا البطاطس و البصل و شيء من الجزر و شيء من اللفت و يعود إلى منزله بسرعة و لا يسأل حتى أولئك الذين في السوق عن الأشياء التي تخرج في ذاك الفصل.


فإذا لم تكن هناك ثقافة غذائية فسنبقى هكذا نعيش بالخبز الابيض و بالبسكويت و بهذه الخبائز بالشكولاتة في الصباح و فنجان قهوة و قطرة حليب و مع سنبقى بذلك مع هذه الأمراض و سنبقى مه هذه الويلات الصحية مع الآسف الشديد.

تعليقات