تكلمنا في مقال سابق عن الأعراض التي تظهر في فصل الشتاء و هذه الأعراض هي عادية جدا و تكون دائما في الفصل البارد، و هي الإصابة بالزكام و بنزلة برد و كذلك الأنفلونزا و حساسية البرد فهناك اشخاص لديهم حساسية البرد كذلك، لأن الرطوبة الآن مرتفعة و كذلك أنف يسيل كحة و رعشة و ارتفاع الحرارة ألم في الحنجرة، هذه كلها أعراض عادية جدا و كانت دائما و تظهر دائما في فصل الشتاء يجب ألا يتخوف منها الناس.
ربما يحس الناس بأعراض جديدة مع هذا الوباء مثل ألم في الراس و ألم في الوجه و الم في الرقبة و ألم في العينين عموما، و ألم في الحلقوم أي صعوبة في البلع هذه أشياء كذلك عادية لا يجب على الناس التخوف منها.
و تكلمنا في ما مضى عن الأشياء التي تنفع الناس في الفصل البارد، منها التوابل الحارة و كذلك البدرات و هذه الأشياء تدمج في الوجبات، و هناك أعشاب تشرب و هي أعشاب مهمة جدا تسخن الجسم و في هذه الحلقة نتكلم عن الزيوت الأساسية أو الزيوت الطيارة التي تستخرج من كثير من أنواع النبات أو الأشجار.
و هذه الزيوت مهمة جدا في الفصل البارد فلديها مزايا صحية كثيرة لكن أول و أقوى هذه المزايا و هي القضاء على الجراثيم، فهي مبيدة للجراثيم و تنفع في الالتهاب و تفيد في إبادة الجراثيم التي تصيب الجهاز التنفسي، منها بكتيريات منها فيروسات منها أشياء كثيرة.
فهذه الزيوت الطيارة لها قوة كابحة و قوة مبيدة لهذه الجراثيم، و هو ما يحتاجه الناس في هذه الفترة و هذه الزيوت هناك أنواع كثيرة و كلها تقريبا لديها نفس الخصائص.
فهناك زيوت الأشجار التي تستخرج من أوراق الأشجار منها زيت الأرز و زيت الكاليبتوس و زيت العرعار و هذه الزيوت الثلاثة مهمة جدا، و ربما تمزج هذه الزيوت مع بعضها اثنين أو ثلاثة، أو إذا لم يجد الناس هذه الزيوت فواحد منها يكفي و تستعمل بقدر ضئيل جدا و لا توضع على الجلد لأنها قوية جدا و هناك زيوت كذلك تستخرج من النباتات العطرية النباتات التي لديها رائحة زكية.
و من هذه النباتات هي نبات الشيح فزيت الشيح كذلك مهمة و زيت المرمية و في المغرب نسميها السالمية و زيت الزعتر و زيت البردقوش، هذه الزيوت مهمة جدا و تنفع في الفصل البار.
و استعمال هذه الزيوت بالنسبة للذين لديهم كحة و أنف يسيل و أنفلونزا فهي تستنشق، فتوضع قطرات من ثلاثة إلى خمس قطرات إن كانت زيت واحدة في نفس لتر مغلى من الماء ، ينتظر الشخص هذا الماء حتى يصل إلى درجة الغليان فيأخذه من فوق النار و يضع فيه هذه القطرات ثم يستنشق لمدة دقيقة أي يستنشق ذلك البخار لأنه هذه الزيوت سميت زيوت طيارة لماذا؟
لأنها تتبخر بسرعة. أو إن كانت الزيوت متعددة فتوضع ثلاث إلى أربع قطرات من كل زيت.
و للذين لديهم زكام أو كحة أو أنف يسيل فهذه الزيوت جيدة لهؤلاء و كذلك من لديهم بعض الأعراض مثل التوتر العصبي و مثل الإرهاق، فهي مهمة جدا فربما تستهلك كذلك مع المواد الغذائية لكن يجب أن تضاف بكمية ضئيلة، قطرة أو قطرتين لأن هذه الزيوت قوية جدا.
و هناك أنواع كثيرة في المغرب، و المغرب هو البلد المصدر لهذه الزيوت للبلدان الأوروبية و البلدان الأمريكية، فإخواننا في أوروبا مثلا في ألمانيا في البلدان الاسكندنافية في فرنسا في إسبانيا في إيطاليا في هذه البلدان كل هذه الزيوت التي تباع هناك فهي زيوت مغربية.
بعض أنواع الزيوت الأخرى من اليونان لكن جل هذه الزيوت فهي مغربية لماذا؟ لأنه مع الآسف الشديد الأوروبيين يستوردونها بثمن رخيص.
فهي زيوت رخيصة بالمقارنة مع البلدان الأخرى مثل البرازيل و اليونان، فهناك بلدان أخرى لديها هذه الزيوت.
فيجب أن نستفيد من هذا الرصيد الذي يوجد في المغرب و في هذا البلد أي ( المغرب) توجد أعشاب طبية كثيرة، فنحن نحتل المرتبة الثانية بعد البرازيل في الأعشاب الطبية و الأعشاب العطرية و لدينا مناطق كبيرة جدا مثل الأطلس و منطقة أزرو فهذه المناطق فيها آلاف الأعشاب الطبية و العطرية التي يجب أن نستفيد منها.
فهذه الزيوت تجدونها في المغرب بسهولة و ربما تباع في قنينات صغيرة 5 ميليلتر أو ربما إذا لم تجدونها فممكن أن تستعملوا هذه الأعشاب فتستنشقوا بخار هذه الأعشاب مثلا مثل الأزير الذي يسمى بالعربية إكليل الجبل و إكليل الجبل هو كذلك مهم جدا للكحة و كذلك للأنف يسيل، هذا إكليل في المغرب موجود في المغرب بكثرة فممكن أن يغلى مع الماء و يستنشق الناس هذه الرائحة.
فعموما المكونات الأساسية التي توجد في هذه الزيوت طبعا هي أكثر من أربعين نوع من هذه المركبات الكيمياوية، لكن دائما نجد ثلاث أو أربعة هي المركبات التي تمثل 70 إلى 80 في المائة من التركيب الكيمياوي لهذه النباتات.
عموما تقريبا الزيوت التي فيها الآلفابينين و السيمين كذلك البرنيول و الكاليبتول و الكاليبتوس فيه مكون الكاليبتول و كذلك الكارفاكلور و الأوجينول، تقريبا هذه هي المركبات الأساسية، فهي قوية و هي ليست كابحة للجراثيم فقط لكنها كابحة كذلك للسرطانات.
فاستعمال هذه الزيوت بالنسبة للأمراض الأخرى سنتكلم عنه في مقال آخر لكن الآن سنكتفي فقط بالذين لديهم كحة لمدة طويلة ربما يصاب الشخص بهذه الأعراض و تبقى الكحة لمدة طويلة لأن الإصابة بنزلة أو الزكام لا يدوم أكثر من خمسة أيام في الشخص.
و يجب أن لا تلزموا الفراش فهناك من يبقى في الفراش فحالته تسوء، فيجب أن لا تبقوا في الفراش، من الأحسن أن تتحركوا و تلبسوا جيدا و في الليل يجب أن تراقبوا النوافذ و كذلك هذه التيارات الباردة و بالليل الحرارة تنخفض.
فلما يصاب الشخص بالزكام فلابد من تغطية الرأس و تلك الحفرة في العنق كذلك، لأن تلك المنطقة حساسة جدا، لما يضرب هذا التيار البارد فربما تبقى هذه الكحة في الشخص لمدة عشرين يوم أو اكثر.
و ألا يتحول الشخص من مكان دافئ إلى مكان دافئ فجأة و أن لا ينزع ثيابه لما يتعرق و تكون حرارة البيت منخفضة، و كذلك أن ينتبه الشخص للتغير المفاجئ في درجة الحرارة.
هذه الزيوت مهمة جدا و هي تطهر الجهاز التنفسي من جميع الجراثيم بدون أن أكد عليكم، و اتمنى أن تفهموا تطهر الجيوب النفية و تطهر الجهاز التنفسي العلوي، و نحتاجها الآن كما تعلمون، و هي قوية جدا و تنفع الناس بالنسبة لهذه الالتهابات الجرثومية.
و نحن نعيش في هذه الفترة على وقع هذه الأشياء فليس على الناس التخوف من هذه الأمور، فلقد أصبحت عادية و ان يتعامل الناس معها و أن يتعايشوا معها، و يبقى النظام الغذائي هو العامل القوي لأن النظام الغذائي هو المناعة.
تعليقات
إرسال تعليق