فصل الشتاء أي فصل البرد و نحن الآن في مربعانية الشتاء أي الآن الأربعين يوم من الشتاء تسمى المربعانية و تبدأ من 22 ديسمبر إلى 31 يناير ، و المربعانية يشتد فيها و تكون فيها أطار و يكون فيها صعيق و ثلوج و تنخفض فيها الحرارة و يكون فيها زكام و كان الناس من قبل يعلمون أن المربعانية دائما فيها زكام و هذا شيء عادي
و كانوا يستعدون لهذه المربعانية فكانوا يجمعون الحطب في فصل الصيف ليستعدوا للمربعانية في فصل الشتاء، لأنهم كانوا يعلمون أنه يكون فيها برد و يكون فيها أمطار و يكوت فيها صقيع و كانوا يدخرون مواد غذائية يستهلكونها في البرد في هذه المربعانية منها السمن الحار أي السمن البلدي هذا السمن العربي
و هو زبدة البقر، ففي فصل الربيع يكون الحليب بكثرة و النساء تجمع هذه الزبدة و تغسل و تملح و يضيفون لها زعتر و تخمر ثم تترك حتى تتخمر و يدخرونها، حتى تصبح سمن حار ليستهلكوها في هذا الفصل البرد أي المربعانية
السمن الحار السمن العربي أي السمن البلدي يستهلك في هذه المربعانية لأنه يعطي الطاقة و الجسم يحتاج طاقة في الفصل البارد و هو جيد للأطفال، ثم كانوا كذلك يجففون فواكه مثل التين و الزبيب يدخرونه لهذا الفصل لهذه المربعانية و كذلك التمر و اللوز و الجوز و كذلك هذه الحبوب أي البدرات حب الرشاد و حبوب القزبرة
و هذه الأشياء كانت تدخر لهذه المربعانية و كانوا يدخرون كذلك بقوليات و في المغرب نسميها قطاني و هذه البقوليات هي الحمص و البازلاء أي الجلبانة و الفول و العدس و كانت تدخر هذه الأشياء للفصل البارد و تستهلك بكثرة
و هذا الفول و البازلاء يستهلك بكثرة في المغرب على شكل صلصة أي ( بيصارة ) في الفصل البارد و هي جيدة كذلك للأطفال بزيت الزيتون، و بعض التوابل لما لا و أشياء كثيرة حتى بعض الأعشاب يجففونها و يذخرونها للفصل البارد كالفلفل الأحمر الحار و يذخرونه لهذا الفصل، و حتى أن بعض المناطق في المغرب كانوا يجففون اللفت
و كان التين الشوكي ( أكناري) كذلك يجفف و يذخر لهذا الفصل البرد، و هذا الفصل يستهلك فيه كذلك الذرة و الشعير و الذخن فالإنسان كان ينظم حياته من قبل أحسن بكثير مما هو عليه الآن فالناس الآن لا يعرفون ما يسمى الليالي أو (السّمايم) هل لديهم ذخيرة
في منازلهم لا أظن، حتى بعض الأعشاب كانت تجفف في فصل الصيف و يذخرونها مثل الزعتر ، و أشياء كثيرة كانت تجفف و يستهلكونها في هذا الفصل البارد
فهذه المربعانية فيها زكام و الإصابة بنزلة برد كانت من الأشياء العادية لدى الناس لأنهم كانوا يعرفون كيف يتصرفون مع هذه الأشياء لأن الإنسان كان لا يعول على المستشفى و لا على الطب من قبل الإنسان كان يجد الحلول بنفسه و كان يعيش بمعرفته و بما لديه، و كان يقدر كذلك و كان يعرف الأعشاب التي تصلح و كان يعرف المواد الغذائية
و كان يتعامل مع هذه الاشياء و ينظم حياته و مع الآسف الشديد الآن لا ينظم حياته، أصبحت حياته حياة السوبر ماركت و حياة هذا المبرد ( الثلاجة)، في المنزل فيها أشياء
فالكثير من الناس الآن يصابون بزكام و بنزلة برد شيء عادي و على الناس ألا تفزع من هذه الاشياء فقط أن يكون النظام الغذائي الذي يساعد الناس و ينفع الناس في هذا البرد و في هذه المربعانية، و استهلاك السمن الحار هو جيد و للأطفال بالخصوص و أن يعطى لهم لأن فيه حمضيات ذهنية قصيرة السلسلة و تعطي طاقة قوية و تعطي طاقة مباشرة، لما يستهلك الشخص السمن الحار يحصل على طاقة مباشرة
و استهلاك زيت الزيتون و نحن في فصل زيت الزيتون و لا ننسى الفواكه الجافة مثل التمر و التين و الزبيب و كذلك اللوز و الجوز يجب أن يستهلك في هذا الفصل البارد، فهو مهم جدا لأن فيه حمض الاوميكا3 و فيه طاقة، ثم الأشياء المهمة الآن الذين لديهم زكام أن تكون هناك وجبات تسخن الجسم
و لازلت أنبه و أكرر و أعيد هذه الأشياء حتى يحفظها الناس، شربة خضر في المساء فيها كبّار و فيها زيت الزيتون و فيها خضر و فيها الكرفس، أو سمن حار و يكون فيها البصل و الثوم و حبوب القزبرة تكون الشربة قوية جد، و حبوب القزبرة يجب أن تكون مطحونة و حلبة حب الرشاد، فهذه الشربة التي تجمع هذه الاشياء تسخن الجسم و ثم يتعرق الشخص و يكون بصحة جيدة إن شاء الله
ثم لدينا في المغرب شربة خاصة تسمى الحريرة فيها الحمص و العدس هو شيء مهم فقط أن تكون بالخميرة الحامضة أي أن تكون بعجين مخمر خميرة حامضة، أي خميرة بلدية و ليس دقيق، و الحريرة بالدقيق فيه تهلك إذا كانت النساء تهيأ حريرة بالدقيق فمن
الأحسن أن تهيأها، و من قبل كانت تسمى الحريرة الحامضة لماذا؟ لأنها كانت تحتوي على خميرة بلدية و تترك لمدة يوم أو يومين حتى تتحمض جيدا ثم تضاف لهذه الشربة
و هذه الحريرة لابد أن يكون فيها حلبة و النساء تنسى الحلبة في الحريرة، و في هذا الفصل من الأحسن أن تضيف شيئا من حب الرشاد و عوض الإبراز أي الفلفل الابيض و الأسود يكون كبّار أي القبّار مطحون على شكل بدرة أي مسحوق. لماذا الكبّار ؟ لأن مذاقه حار لكنه لا يضر الأطفال و لا يضر الذين لدهم مشكل على مستوى المعدة
ثم هذه الشربة أو الحريرة في المساء لابد منها يكون فيها الثوم و شيء من البصل و يكون فيها توابل تكون متبلة و فيها سمن حار ، و لابد من ذهن أو النساء التي لا تجد سمن حار يكون زيت الزيتون و يكون بكمية جيدة في المساء. وهي جيدة لمن لديهم زكام أو نزلة برد
ثم الأعشاب التي تشرب كذلك شراب الزنجبيل و شراب الجوذنجال، أو الاثنين معا أو شراب الزعتر و هذه الأشياء جلها موجودة عند الناس في منازلهم، لكن تبقى العشبة القوية الآن بالنسبة للزكانم و نزلة البرد في المربعانية هي الشيبة أي الشويلاء و نسميها في المغرب الشيبة
فهذه الشيبة على شكل شراب تغلى مع الحليب للأطفال الذين لديهم سعال و كحة و زكام و نزلة برد، فالشيبة مع الحليب أو الشيبة على شكل شراب أو مع الشاي، لأن الشيبة تسخن الجسم و هي أول عشبة تقضي على هذه الأمراض التعفنية في الفصل البارد و تتبعها الحكيلة
و هذه الحكيلة لها رائحة زكية و هي عشبة قوية و كانت النساء تطبخ بها من قبل و كان يضيفونها للسمن الحار و كانت تضاف لحساء الشعير و تضاف كذلك مع البركوكش و تضاف للخبز كذلك و هذه العشبة جميلة للغاية
تعليقات
إرسال تعليق